
أماندا أبو عاصي كانت تخطط لحفل زفاف ضخم في لبنان ولكن فيروس كورونا قلب الموازين مما دفعها لإعادة حساباتها.
كانت العروس لبنانية الأصل أماندا أبو عاصي وعريسها الأسترالي الأنجلوساكسوني أوسكار يخططان لحفل زفاف ضخم في لبنان، ولكن أزمة فيروس كورونا قلبت الموازين وسرعان ما فُرضت قيود على السفر، وتسارعت الأحداث لتطال القيود الصارمة التجمعات بما فيها حفلات الزفاف في ولاية نيو ساوث ويلز.
والدة العروس السيدة تانيا أبو عاصي روت القصة قائلة: “كان هناك أكثر من 30 أسترالي ينوون السفر إلى لبنان. كنا قد حجزنا قاعة الحفل والكنيسة وحتى تواصلنا مع خوري يتحدث الإنجليزية لعقد القران.” وفي حديث لها مع أس بي أس عربي24، سردت لنا تانيا المزيد من التفاصيل عن قائمة المدعويين والتي تضمنت أصدقاء للعائلة من أبناء الجالية اللبنانية في سيدني.
ورغم الظروف السياسية والاقتصادية المضطربة في الوطن الأم، كان العريس “أوسكار” مصراً على تحقيق رغبة العروس ورغبته كذلك في إتمام مراسم الزواج في لبنان، علماً بأن تانيا حذرتهم مراراً من تبعات هكذا قرار حيث شعرت بشيء من المسؤولية لا سيما أن أهل وأصدقاء أوسكار كانوا في غاية الحماسة للانطلاق في رحلة استكشاف وطن شريكة حياة ابنهم وصديقهم.
Amanda Bou Assi
العروس أماندا أبو عاصي في منزلها
“أوسكار يحب أماندا ويحب ثقافتنا وعاداتنا رغم اختلافها جذرياً عن العادات التي نشأ عليها” بهذه الكلمات أجابت تانيا على سؤالنا عن السبب الذي كان سيدفعه لتحمل عناء السفر لآلاف الكيلومترات ليرتبط بحبيبته. أقارب أوسكار وأصدقاؤه كانوا يتطلعون لتذوق نكهة الحياة اللبنانية في موطنها: “كانوا متحمسين ومبسوطسن ويرغبون بزيارة المعالم السياحية. كانوا يتطلعون لهذه الزيارة بشوق.”
كورونا يقلب الموازين
بنرة شابها القليل من خيبة الأمل، شرحت لنا تانيا كيف تسارعت الأحداث منذ آذار مارس الماضي، وتسلل شبح كورونا ليلقي بظلاله المرعبة على “فرحة العمر”. الأمر الذي كان أكثر صعوبة من تعطيل الخطط بسبب الوباؤ، كان حالة عدم اليقين السائدة في أستراليا، حيث شرعت الحكومة الفدرالية وحكومات الولايات في فرض قيود صارمة على التجمعات: “لم نكن نتوقع ما حدث. كنا نتابع اعداد الإصابات وما يحدث حول العالم.”
في الخامس والعشرين من آذار مارس الماضي، قررت الحكومة فرض حظر على سفر الأستراليين إلى الخارج، وفي تلك المرحلة، اضطر العروسان وعائلتيهما تغيير الخطة جذرياً. لم يكن الانتظار خياراً عملياً ففتح الحدود والسماح بالسفر الدولي كان بعيد المنال والقيود على التجمعات هنا كانت تزداد صرامة يوماً بعد يوم.
Amanda Abou Assi
العروسان يتوسطان أفراد عائلتيهما والأصدقاء المقربين
Supplied
في أكثر مراحل القيود صعوبة، لم يكن يُسمح سوى لخمسة أشخاص بمن فيهم العروسين حضور المراسم: “عندما بدأنا نخطط لحفل زفاف في أستراليا كان بإمكاننا استقبال عدد معين من الضيوف ولكن في إحدى المراحل لم يكن بإمكان حتى والدي العروس والعريس حضور المراسم” وعندها قررت العروس التريث قليلاً فوجود الأهل في هذا اليوم أساسي.
وعندما بات يسمح لعشرة أشخاص بحضور الزفاف، قررت العروس المضي قدماً وإقامة حفل مختصر للغاية، ولكن القدر ابتسم له قبل موعد الزفاف بيومين: “صار بإمكاننا استقبال 20 ضيف. عزمنا أصحاب العريس الذين كانوا ينوون الذهاب إلى لبنان وكانوا قد اشتروا تذاكر السفر، و3 من أصدقاء العروس.”
القيود وعدد المعازيم الذين لم يتجاوز عددهم 5% من قائمة المدعوين الطويلة لحفل الزفاف الذي كانت العائلة تخطط له في لبنان، لم تمنع والدة العروس من استكمال الترتيبات على أكمل وجه. قاموا بتزيين المنزل بالزهور وقاعة الكنيسة واستأجروا سيارة للعروسين، ولم تتخلّ العائلة عن التقاليد اللبنانية فكانت الدبكة حاضرة وبالطبع الزلغوطة التي لطالما طبعت المناسبات السعيدة كقبلة على جبين العروس.