
عاد الصّراع الدّولي، والتسابُق على إنتاج لقاح لفيروس “كوفيد – 19″، الى الواجهة من جديد، على وقع تشكيك أميركي بسلامة اللّقاحات التي يتم تطويرها في روسيا والصين في الوقت الرّاهن، في ظلّ دعوات أوروبية ودولية لكلّ من موسكو وبكين الى اختبار لقاحاتهما، قبل استخدامها أو طرحها في الأسواق.
عاد الصّراع الدّولي، والتسابُق على إنتاج لقاح لفيروس “كوفيد – 19″، الى الواجهة من جديد، على وقع تشكيك أميركي بسلامة اللّقاحات التي يتم تطويرها في روسيا والصين في الوقت الرّاهن، في ظلّ دعوات أوروبية ودولية لكلّ من موسكو وبكين الى اختبار لقاحاتهما، قبل استخدامها أو طرحها في الأسواق.
وتزداد المخاوف انطلاقاً من تحذير مدير “منظمة الصحة العالمية” تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، من أن لا حلّ سحرياً للفيروس حالياً، ومن أنه قد لا يكون هناك أي حلّ إطلاقاً. فهل ان هذا الكلام يدخل على خطّ الصّراع السياسي الدولي حول اللّقاحات؟ وأين لبنان من مفاعيل ونتائج التخبّط الطبي الدولي حول الفيروس؟
قلق
رأى رئيس “لجنة الصحة النيابية” النائب الدكتور عاصم عراجي أن “الكلام الذي صدر أمس عن مدير “منظّمة الصحة العالمية”، يدعو الى القلق، وهو يضرب كل التصريحات التي تصدر عن الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبية وروسيا والصين، والتي تؤكد قُرب التوصُّل الى لقاح، مع تحديد كل دولة تواريخ لذلك”.
واعتبر في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” أنه “من الممكن أن يكون مدير “المنظّمة” تقصّد قول ما صدر عنه، لدفع الناس وتشجيعهم على الإلتزام بشروط الوقاية من فيروس “كوفيد – 19″، لأن ذلك مهمّ. ولكن نوعيّة التحذير، وصدوره عن مدير “منظمة الصحة العالمية” يدفع الى الشكّ بوجود ما لا نعرفه حتى الساعة ربما، وهو أن كلّ ما يُقال عن التوصّل الى لقاحات في وقت قريب ليس جديّاً، حتى ولو صدرت تصريحات في هذا الشأن عن شركات عالمية ضخمة لصناعة الأدوية واللّقاحات، وحتى ولو تمّ تحديد ذلك بوقت زمني معيّن”.
وقال:”رئيس تحرير مجلّة “The Lancet”، وهي من أهمّ المجلات الطبية حول العالم، يشكّك في قدرة الروس على إنتاج لقاح لفيروس “كوفيد – 19″، ووضعه في التداول في 15 الجاري كما يقولون، وهو يؤكد أنه (اللّقاح) يحتاج الى مراحل. وبالتالي، فإن تضارُب المعلومات يضيّع الجميع”.
السياسة في كل شيء
وأشار عراجي الى أنه “في العادة، يُمكن الإعتماد على المؤسّسات الطبية العالمية الكبرى مثل مركز التحكّم بالأوبئة والأمراض في الولايات المتحدة، ومركز أبحاث جامعة “أوكسفورد”. ولكن هذه أيضاً تحدّد موعداً ممكناً لإنتاج لقاح الفيروس، وهو نهاية العام الحالي. وهذا يزيد التضارُب في المعلومات، ربما بسبب الفيروس نفسه، وتطوّره الذي يدفع الى شيء من التخبّط الدولي”.
وحول تأثير الصّراع السياسي القائم بين الدول الكبرى، على زيادة التضارُب في المعلومات حول اللّقاحات والتصريحات عن الفيروس، أجاب:”السياسة تدخل في كل شيء. ولكن المشكلة الأساسية تكمُن في أن اللّقاح، حتى ولو أُنتِج، فإن الشرط الأول المتعلّق به هو أن يكون آمناً، والشرط الثاني هو أن يكون فعّالاً”.
وأضاف:”إذا لم يَكُن (اللّقاح) آمناً بالكامل، لا يُمكن تلقيح المصابين به، حتى ولو كان فعّالاً بقوّة. أما إذا كان آمناً بالكامل، بفاعلية قليلة، فهو لا يضرّ النّاس في تلك الحالة، ولكن لا بدّ من توفير لقاح فعّال وآمن معاً، للنّجاح في مكافحة للفيروس بشكل فعلي. وفي هذا الإطار، ربما تحذّر “منظمة الصحة العالمية” الدّول، عبر كلام مديرها أمس، من حصر الجهود الطبية الدولية بشرط فاعلية اللّقاح أكثر من شرط الأمان، خصوصاً أن اللّقاحات لم توضَع في متناول النّاس والمستشفيات بَعْد”.
لبنان
وعن موقع لبنان في التخبُّط الطبي العالمي، حذّر عراجي من أن “وردتني معلومات جديدة عن أن القدرة الإستيعابية لغرف العناية في مستشفى الرئيس رفيق الحريري أصبحت كاملة. وهذا أكثر من إنذار”.
وتابع:”مع الأسف، تمّ تجهيز 12 مستشفى حكومياً، ولكن ما هي القدرة الإستيعابية فيها إذا ذهبنا في اتّجاه وبائي شديد الصّعوبة، في وقت أن بعض المستشفيات الخاصة قامت بإجراءات لاستقبال الحالات المصابة إذا تفشّى الوباء، فيما غالبيتها لم تفعل ذلك بحجة ارتفاع سعر صرف الدولار. وهذا أمر يدعو الى الخوف والقلق”.
وختم:”من هنا، ندعو الناس الى أن ينتبهوا، والى وضع الكمّامات، وممارسة التباعُد الإجتماعي، إذ لا يُمكن الإستهتار أبداً”.