
رأى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن لبنان يعاني أزمة أخلاقية واقتصادية ومالية ويتطلب حلها مبادرات سياسية قوية.
التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القصر الجمهوري في بعبدا رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة حسان دياب.
وبعد اللقاء الرباعي غادر كل من الرئيسين بري ودياب من دون الإدلاء باي تصريح، فيما أعلن الرئيس الفرنسي أن الهدف الأوّل من هذه الزيارة هو التعبير عن تضامننا مع لبنان واللبنانيين بعد انفجار 4 آب وللوقوف إلى جانب الجرحى وأهالي القتلى والمتضررين.
واكد ان التحقيقات لا بدّ أن تحصل بكل شفافية لمعرفة ما حصل فعلا وتسبّب بالانفجار في بيروت.
وقال: “أحمل تضامن الشعب الفرنسي مع اللبنانيين وجئت لتقديم دعم الفرنسيين، مشيرا الى أننا أرسلنا 3 طائرات محملة بالمساعدات الطبية إلى لبنان وسنرسل المزيد”.
أضاف ماكرون: ” لقد تحدثت مع عون وبري بكل شفافية كي يقوم لبنان بالاصلاحات المعروفة ويعود للمسؤولين السير بالاصلاحات الضرورية”.
ورأى ماكرون أن لبنان يعاني أزمة اقتصادية ومالية منذ أعوام ويتطلب حلها مبادرات سياسية قوية، لافتا الى أنه لمس غضباً في الشارع وآملا بتحقيق شفاف في ما يتعلق بالانفجار.
الرئيس عون اكتفى بعد لقائه ماكرون بالتأكيد أن فرنسا ستساعد لبنان كثيرا مشيرا الى ان الزيارة مهمة جدا بنتائجها.
وافاد مندوب “الوكالة الوطنية للاعلام” في القصر الجمهوري ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون طلب من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون صورا جوية عن لحظة وقوع الإنفجار في مرفأ بيروت، ووعد الرئيس الفرنسي بتأمينها بأقرب وقت ممكن.
بيان مشترك عن القمة اللبنانية الفرنسية في قصر بعبدا : التزام بمتابعة مسيرة الاصلاحات للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي
وأصدر مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية بيانا بعد محادثات القمة اللبنانية – الفرنسية في قصر بعبدا، جاء فيه: “في اطار علاقات الصداقة التاريخية القائمة بين لبنان وفرنسا، قام رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون بزيارة عاجلة للبنان بتاريخ 6 آب 2020، اطلع في خلالها على الأضرار الناتجة عن الكارثة التي وقعت بسبب الانفجار الهائل الذي شهده مرفأ بيروت في 4 آب 2020.
وقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الرئيس ماكرون في لقاء ثنائي، انضم اليه لاحقا كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء الدكتور حسان دياب.
وتوجه الرئيس عون بالشكر الى الرئيس ماكرون على المساعدات الانسانية والطبية التي أرسلتها فرنسا، وأعرب عن تقديره لتضامنه مع لبنان لمعالجة آثار الكارثة المدمرة التي لحقت به والتي تزامنت مع الأزمات العديدة التي يواجهها لبنان، بدءا من أزمة النزوح السوري الكثيف، الى الأزمة الاقتصادية والمالية وجائحة الكورونا. وأشاد الرئيس عون بجهود الرئيس ماكرون الشخصية لدعم لبنان في مواجهة هذه الأزمات على المستوى الثنائي، وكذلك على الصعيد الدولي، مذكرا بمبادرته لدعم المدارس الناطقة باللغة الفرنسية ودوره الأساسي في تنظيم مؤتمر “سيدر”.
وأكد الرئيس عون التصميم الحازم على معرفة أسباب هذه المأساة – الجريمة وكشف ملابساتها والمتسبب بها وانزال العقوبات المناسبة بحقه، مشددا على أن هذه هي الأولوية اليوم.
من جهته، أعرب الرئيس ايمانويل ماكرون عن تعلقه بلبنان وشعبه والمكانة الخاصة التي يتمتع بها هذا البلد لدى الفرنسيين بمختلف اتجاهاتهم السياسية، وقد هز حادث الانفجار فرنسا في العمق، وأبدى تأثره بما شاهده من هول الدمار الذي لحق ببيروت.
وأكد الرئيس ماكرون أن لبنان لن يكون وحيدا في مواجهة الصعاب، معربا عن استعداد فرنسا للوقوف دوما الى جانبه في ظروفه الصعبة، مشيرا الى ان فرنسا ستقوم بحركة ناشطة لدفع المجتمع الدولي الى التحرك بفاعلية وسرعة للوقوف الى جانب لبنان ومساعدته، لا سيما وان لبنان يحيي هذه السنة الذكرى المئوية الأولى لاعلان “دولة لبنان الكبير”.
وأكد الجانب اللبناني التزامه بمتابعة مسيرة الاصلاحات السياسية والاقتصادية والمالية للنهوض بلبنان بالتعاون مع المجتمع الدولي، وفي طليعته فرنسا”.
في الكواليس
كشفت مصادر مطلعة على لقاء الرئيس العماد ميشال عون والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون أن “أجواء اللقاء كانت ايجابية”.
وبحسب المصادر عرض الرئيس الفرنسي أهمية التوافق اللبناني وان يكون هناك عقد توافقي على أساس جديد، وشدد على وحدة اللبنانيين لأن بدون وحدة لبنان لا يقوم.
المصادر قالت أن ماكرون طرح موضوع المساعدات، وقال أنه سيأتي المزيد من المساعدات الطبية والمستشفيات الميدانية، مشيراً إلى أن فرنسا ستقدم اقتراحات لإعادة القسم المهدم من المرفأ
وأوضحت المصادر أنه لم تطرح فكرة تحقيق دولي للانفجار.
وأكد الرئيس الفرنسي أن سيدر قائم وان فرنسا بانتظار الإصلاحات
من جهة ثانية، ماكرون طرح تطوير آلية عمل الدولة والمؤسسات كما عبر عن سعادته بلقاء الرئيس عون
ونقلت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية أن ماكرون وقال كل ما التقي الرئيس عون أشعر برغبته بقيام بلد قادر وفاعل.
مدة اللقاء الرباعي كانت اطول من المتوقع ونقل عن الرئيس بري أن الضيف كان بغاية الصراحة.