
كلمة رئيس بلدية الدكوانة المحامي انطوان شختورة ممثلاً رئيسة اتحاد بلديات المتن الشمالي السيدة ميرنا المر ابو شرف في حفل تكريم اولاد شهداء الجيش اللبناني في مسرح “بوغوس” كنيسة القيامة للروم الملكيين الكاثوليك .
ليتَهم كانوا هنا اليومَ بَيننا … فَقُلوبُنا اشتاقَت لرائحةِ بذّاتِهِم العسكريّة عائدينَ من الحربِ رافعينَ راياتِ النَّصر.
ليتَهم كانوا هنا اليومَ بينَنا … لِنَحمِلَهُم على راحاتِنا ونَزُفَّهُم بالزغاريدِ وأكاليلِ الورود.
هُم لَيسوا هنا … فقدَ رَحَلُوا لنَبقى نحنُ، دَفَعوا غالياً فاتورةَ الوَطن، رَحَلُوا لِيَقِفَ أولادُهم شامخي الرأس ، رافعي الجَبين ، يُفاخِرونَ ويَتباهونَ بأعلى صوتٍ :
” إستُشهِدَ والدي ليَبقى لُبنان” .
لقد ماتوا في سبيلِ الوطن، فاصبَحوا ” قِصّةَ بَطَل” .
وإذا رُدَّت أرواحُهم إلى أجسادِهم ، سيَختارونَ مرّةً أُخرى ، أن يَموتوا في سبيلِــــــه …
أيّها الحفلُ الكريم
نَجتمعُ اليوم لِنُكرِّمَ أطفالَ شهداءِ الجيشِ اللبناني ، ونَقِفُ أمامَهم ولنا ملءُ الثقةِ بأنّهم أقسَموا باللهِ العظيم أنّهم سيُكمِلونَ الدَربَ، دربَ مَن قامُوا بواجبِهِم كاملاً حِفاظاً على علَمِ بلدِنا وزَوداً عن وطنِنا لبنان.
فيا أبناءَ الشَّهيد، نَقفُ اليوم لتكريمِكُم ، ولكنَّ الغَيرةَ تأكُلُنا، نَغارُ منكُم ، نَعَم . لأنَّ أسماءَ أبائِكُم مَحفوُرةٌ في سِجِلِّ الخُلود، وهي مَصدَرُ فَخْرٍ لحامِلِه، فهنيئاً لبيوتٍ خَرَجَ منها شهيدٌ واجهَ الموتَ بالموتِ ليَحيا الوطن.
فلولا هؤلاءُ الأبطالِ المَيَامِينِ الذين اندفعوا إلى ساحاتِ الشّرفِ والواجب، لَمَا استمَرَّ الوَطَن، مُوَحَّدًا بأرضِه وشعبِه ومُؤسّساتِه، حُرًّا سيّدًا مُستقّلًا.
فَمِن العُدوانِ الإسرائيليّ إلى الضنيّة مروراً بنهرِ البارد الى عَبرا الى عُرسال ورأس بعلبك ، إلى كُلِّ شِبرٍ من لبنان … تَبقى المؤسّسةُ العسكريّةُ على عَهدِها ووَعدِها ، تَرفَعُ سَيفَ الحَقّ ، تَرُدُّ بها كَيدَ العَدُوِّ ، وتَستأصِلُ جذورَ الإرهابِ والإجرام.
واليوم ، تَجتازُ هذه المُؤسّسةُ ، وبنَجاحٍ ، الإمتحانَ الأصعَب:
إمتحانُ السِّلمِ الأهلي.
فبِفَضلِ حِكمَتِها ، قَطَعَت رأسَ الفتنةِ والإقتتالِ الداخلي، ورافَقَت واستَوعبَت التحرّكاتِ الشعبيّة في الشّارع بشكلٍ سلميٍّ وحضاريٍ وديمقراطيٍ ، الأمرُ الذي كان مَحَطَّ إِعجابِ الشّرقِ والغّرب.
فهو لم يَكُن من بابِ الصُّدفةِ في عهد فخامةَ الرّئيس العماد ميشال عون الخارجِ من رَحِمِ هذه المؤسّسة ، أن يَمُدَّنا اللهُ بقائدٍ مغوارٍ بِرُتبةِ العماد جوزاف عون، في هذا الوَضَعَ الحَرِج وهذه المَرحَلةِ الدقيقةِ والحسّاسةِ، والذي بفَضلِهِ إختلفت الصّورةُ في لبنانُ عن الصّورة الدَمَويّة لباقي الدُّوَل التي تَسُودُها الإحتجاجاتِ كالعراق ، وهونغ كونغ ، وفرنسا ، وايران وأوكرانيا ، وفنزويلّا ، حيث تَصدَّرَ جيشُ لبنان عناوينَ الصحفِ العالميّة.
تاريخٌ ناصِعٌ حافِلٌ بالإنجازاتِ والإنتصاراتِ ، وحدَه الجيشُ ضمانَتُنا ، حامي الوحدةِ الوطنية .
أعزائي، نشكرُ مؤسسةَ “آفاق من لبنان” التي ساهَمَت في إنجازِ وإنجاحِ هذا الحَفلِ ليَبقى ذكرُ الشهيدِ مؤبّداً.
المَجدُ والخلودُ لِشُهدائِنا الأبرار، عُشتُم وعاشَ الجيشُ … ليحيا لبنان.