خاص الموقع

كفى جنونا يا دولة الجنون – محمود عمر النابلسي

 

من أين أبدأ بك يا دولة الجنون …نعم دولة الجنون…لا تستغرب من العنوان عزيزي القارئ،إذا كنت تعيش في لبنان فأنت تعرف ما أقصد تماما.
واذا كنت قارئأ من خارج هذه الدولة فتعالى أقصص عليك بعضا من الجنون الذي نعيشه منذ سنوات وقد ازداد جنونا في الأونة الأخيرة.
وسأبدأ بآخر حدث جنوني وكارثي وهو الحريق الذي ما زالت أثاره ورائحته حتى أثناء كتابة هذا المقال في مرفأ بيروت ….وبالرغم من عدم وقوع ضحايا بصورة مباشرة من خلال الحريق ولكن الدخان المتصاعد منه يشكل خطرا بيئيا حقيقيا على المواطن عبر تسلله الى الماء والتربة فضلا عن وجوده الكثيف في الهواء.
وهذا الامر يعتبر ابادة جماعية .
ويقال عبر الاعلام ان الحريق نشب في مستودع تواجد زيوت وإطارات الكوتشوك ،ولا يوجد في المرفأ غير سيارة اطفاء واحدة وهي تعمل من خلال مجهود شخصي يا دولة المجانين.
والدخان المتصاعد من الحريق يعتبر بمثابة الموت البطيء للمواطن اللبناني الذي يتعرض له وهو موت غير مباشر .
ويحذر اختصاصي البيئة من التلوث الكبير الذي يصدر من هذا الحريق ومنها مواد سامة وخطيرة جدا ومنها مادة الديوكسين وهي مادة عضوية ثابتة لا تتحلل وكل شيء ينزل في البحر والتربة والماء سيظل فيها وسيصل الى المواطنين المساكين. نعم المواطنين الذين يعانون ما يعانون في بلدهم المنهوب والمنكوب من خلال طبقته السياسية الفاسدة التي لن يرى العالم أجمع كفسادها.
ومشهد الحريق يزداد فداحة ووقاحة وانا اكتب هذه الكلمات الان…
فعلا نحن أمام جريمة إنسانية بكل المعايير ولا أدري متى ستخمد نيران هذا الحريق معنويا، واتمنى أن تخمد معه نيران الفساد والاجرام والقتل والنهب والسرقات والاهمال من قبل الفاسدين في هذا الوطن أو ما تبقى من وطن …
كل هذا ولم ننس بعد مشهد الانفجار الذي هز العالم كله في مرفأ بيروت والهلع الذي عاشه اللبناني في ٤آب .
وسنقول قولا واحدا يا دولة الجنون: البلد الى الزوال التام اذا بقيتم باعتلاء كراسيكم المهترئة.
ماذا تنتظرون يا اشباه الرجال ولو كان فيكم ذرة انسانية أو ضمير لتركتم هذا البلد وشأنه لمن يستحقه .
فقد سحقتم هذا البلد وخيراته وشعبه .
فالويل لكم ولافعالكم ولاقوالكم يا مفسدين ويا لصوص الحرية والانسانية .
اذا بقيتم لن يبقى شيئا في هذا البلد ،لا هواء نظيف ولا ماء نقي ولا تربة صالحة للزراعة ولا إنسان يعيش انسانيته في هذا البلد المجنون.
فاللبناني أصبح غريبا في وطنه لان بلده اصبح غير صالح للعيش فيه.
ولا بد من ذكر الغلاء المعيشي المميت الذي بات يهدد البلد من مجاعة قادمة أو مصائب أخرى لا يعلمها الا الله.
ماذا تنتظرون أكثر من ذلك يا دولة الجنون والاهمال؟؟ فاهمالكم يتسبب لنا بكارثة وطنية كل مدة بالرغم من أنكم انتم الكارثة الوطنية التي يجب إزالتها في أقرب وقت ممكن. وسيتحول البلد من وطن الجنون الى وطن الخراب .
وبفضلكم يا اشباه الرجال كنا نعيش في بلد يعتبره العالم جنة الله على الارض يرقص القلب فيه فرحا وسرورا، والان بتنا في بلد أشبه بالجحيم المؤلم.
عذرا ايها القارئ الكريم فقد ارهقناك بنبذة من المعاناة التي يتكبدها المواطن اللبناني يوميا ،وعلى أمل أن يعود لبنان كما كان منارة العلم والثقافة والسياحة، ومصدرا للسعادة والتفاؤل للعالم كله.
وعلى أمل أن نكتب مقالات أجمل تدعو للتفاءل والخير.دعواتكم لنا بالاصلاح والتغيير الحقيقي.بعيدين كل البعد عن الشعارات الرنانة الكاذبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى