أخبار محلية

قرار خطير جداً .. هل تتوقّف مستشفيات لبنان ؟

شدّد رئيس لجنة الصحة النيابية عاصم عراجي على “وجوب تشكيل حكومة في أسرع وقتٍ ممكن، إذ أن لبنان ينهار، والقطاع ‏الطبي بالأخص يعاني، ولا نملك ترف الوقت، فمن الضروري أن يتحلّى الجميع بالمسؤولية، والحسّ الوطني، لأن ‏لبنان بأمسّ الحاجة لحكومة قريباً جداً‎”.‎

تحذير عراجي من الوضع الطبّي، في محله، اذ يعاني القطاع من تخبّط القرارات العشوائية والأزمات المالية. وجديد ‏القرارات إلزام المستشفيات الدفع نقداً لمستورِدي المستلزمات الطبّية، وذلك بناءً على قرار المصرف المركزي الأخير ‏رفض التحويلات المصرفية، واعتماد الدفع النقدي، في محاولة للتخفيف من الكتلة النقدية المحلية الموجودة في ‏السوق‎.‎

وفي اتّصالٍ مع “الأنباء”، أوضحت نقيبة مستوردي المستلزمات الطبية، سلمى عاصي، القرار الجديد “الذي يقضي ‏بدفع المستشفيات الحكومية (العسكرية والمدنية) والخاصة 85% من الفاتورة بالليرة اللبنانية، و15% بالدولار، نقداً، ‏من أجل إرسال هذه المبالغ إلى مصرف لبنان، للإستفادة من الدولار المدعوم، واستيراد المستلزمات‎”.‎

واعتبرت عاصي أن “تعميم مصرف لبنان غير مدروس، ولم يأخذ بعين الاعتبار العواقب التي سيخلّفها”، لافتةً إلى أن ‏‏”النقابة حاولت مفاوضته من أجل عدم السير في القرار، لكن دون نتيجة‎”.‎

وكشفت عاصي أن “المخزون الحالي للشركات يتراوح ما بين الأسبوعين والأربعة أشهر كحدٍ أقصى”، مشيرةً إلى أن ‏‏”بعض الشركات دأبت على مرّ الأشهر السابقة على جمع الأموال في الحسابات المصرفية من أجل استيراد ‏المستلزمات الطبية، إلّا أن الجهود راحت سدىً بعد رفض المصرف المركزي الموافقة على الاستيفاء عبر التحويلات، ‏كما أن المصارف لا تؤمّن سحوبات نقدية بسقوف عالية‎”.‎

وللمفارقة، تشير عاصي إلى أن، “الدولة تريد تحصيل مستحقاتها نقداً، لكنها في الوقت نفسه لا تدفع متوجباتها ‏للمستشفيات. فمن أين ستدفع هذه المستشفيات المبالغ المتوجّبة عليها للمستوردين؟‎”‎

كما أعلنت عاصي عن “اجتماعٍ سيُعقد يوم غد مع وزير الصحة، حمد حسن، من أجل البحث في الموضوع، إلّا أن لا ‏حلول مطروحة حتى الساعة”، مؤكّدة أن النقابة، “لا تضخّم الصورة، بل توضح حقيقة الواقع بالنسبة للمواطنين‎”.‎

من جهته، أسف نقيب أصحاب المستشفيات سليمان هارون، للواقع الذي وصل إليه القطاع الطبي، مؤكّداً أن “القرار ‏الأخير سيؤدي إلى توقّف عمليات الاستشفاء، بسبب شحّ المستلزمات‎”.‎ وأوضح هارون في اتّصالٍ مع “الأنباء” أن “المستشفيات لا تملك مبالغ نقدية، إذ جميع المتوجبات يتم دفعها مصرفياً ‏عبر التحويلات، وهي حتى لا تتقاضى مدخولاً بسبب الأزمة الاقتصادية، كما أنها تحتاج إلى مسلزمات يومياً، إذ أنّ ‏بعض الأدوات لا يمكن تخزينها، بل يتم شرائها عند حاجتها، أو تُفقد لكثرة استعمالها، وبالتالي القرار خطير جداً، ‏وسيوقع القطاع بمأزقٍ يتمثّل بالتوقف عن تقديم الخدمات، ونحن سبق لنا أن حذّرنا مصرف لبنان من تبعات هذا ‏القرار‎”.‎

ونبّه هارون من أن “أزمة فقدان الأسرّة المخصّصة لاستقبال مرضى الكورونا ما زالت موجودة، رغم تدنّي الأرقام ‏نسبياً في الفترة الأخيرة، كما أن المستشفيات غير قادرة على تجهيز أسرّة جديدة”. وهو أمرٌ شاطره به عراجي، لافتاً ‏إلى أن “عدداً كبيرا من المرضى لا يجدون أسرّة لاستقبالهم‎”.

وفي السياق، أعلن النائب عاصم عراجي، بصفته رئيساً للجنة الصحة النيابية، “عن اتّصالاتٍ يقوم بها مع كافة ‏المعنيين، بمن فيهم مصرف لبنان “وهناك احتمال عقد لقاء مع الحاكم، من أجل الوصول إلى حلول في المدى القريب، ‏إذ أنّ الوضع لا يحتمل‎”. ‎

 

المصدر
صحيفة الأنباء
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى