ثقافة وحوار

أنا لم ألق مثلها – الدكتور الشيخ حسين شحاده‏

1/
أنا لم ألق مثلها
فاخرت بها مكسوة بالحب
وزرّ العاج في صدرها
يشعلني ويطفيني
لكأنما هذه الأرض
تسرق عمرك
وهي إذ تتشح بسوادها الأبدي
تسند رأسها على كتفيك لتجرف إسمك
وتمحو بشهوة خنّاسة فضائل الأنهار
وعلم فوائد التراب
في جدل الورد والخراب
وكائناً ما كان المعنى
من سطوة الوقت وبطش الريح
فبقية الروح مغمى عليها
بين شطرين من فراغ الإنفجار العظيم
2/
لعلي نسيت الطريق إليك
ولوعتي يا سيدتي السماء
يا سيدتي البديعة
يا سيدتي البعيدة
طبعت على ظنوني
لا نظير لي بين الجهات
فمن يطويني بجملة مفيدة
نسيت اللغات وشحّ قلبي
لكأنّ الأرض عنكبوت الظلام
الذي اصطادني
فلم يبق لي بين الضفتين
سوى آلهة من تمور بابل
وعرجون قديم
ومعبد من صور
وآباريق لا ترتوي من خمر دمي
3/
أسكرتني الحرب
فارتكبت إثم الأرق
كم نجمة في يديك ليوم النشور
زيديني حيرة
تغلغلت بي وأعسرتني
ما أنت ماهي لم تكوني لي
ماذا تكون الحبيبة الهزيلة
أنهض منها فتركض خلفي
تلاطمني
كلمّا اقتبست من غرابها قبر
رمتني إلى حضيض كفيها بطعنة قاتلة
تلعثمني والهوى في أدمعي
هذا ما جناه الحب
والخبط في حجر الكشف عن المستور
لك المدى والجوى
فالتهميني
هذا جسدي وهذي القشور
وهذا قمري المهجور
وهذا دمي الموزع بين كتابين وضدين
فانتظريني ليوم آخر
حبيبتي يؤرقني الغياب
ما أجمل الغياب
ما أجمل السكينة في دثار الكفن
ح / ش

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى