خاص الموقع

خالد حمادة: لبنان قد يدخل مرحلة من التوتُّر العسكري…وهذه مؤشراته!

لا يُمكن المرور بخفّة أمام ما نُقِلَ خلال الأيام القليلة الماضية عن أن الملف النووي الإيراني قد يكون مسرح المواجهة الأميركية – الإيرانية، من الآن ولغاية 20 كانون الثاني القادم.

رغم الإعلان عن أن اطّلاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأسبوع الماضي، على مخاطر التصعيد العسكري ضدّ إيران، جعله يُنهي اجتماعه مع بعض المسؤولين في إدارته بانطباع لدى الجميع حول أن خيار الهجوم على منشآت إيرانية، وموقع “نطنز” النووي، بات مُستبعداً، إلا أنه لا يُمكن المرور بخفّة أمام ما نُقِلَ خلال الأيام القليلة الماضية عن أن الملف النووي الإيراني قد يكون مسرح المواجهة الأميركية – الإيرانية، من الآن ولغاية 20 كانون الثاني القادم، تمهيداً لجَعْل طهران تجلس الى طاولة التفاوُض مع الرئيس المُنتخَب جو بايدن، على أساس قواعد جديدة لـ “الإتّفاق النووي”.

في هذا الإطار، ذكرت معلومات أن ترامب لا يزال يدرس إمكانيات الردّ العسكري على زيادة إيران مخزونها من “اليورانيوم”، وذلك الى جانب استهدافها بمزيد من العقوبات.

ضربات ليلاً

تضارُب المعلومات المتعلّقة بالملف الإيراني، يترافق مع حديث عن انسحاب أميركي من أفغانستان، على وقع تحذيرات لـ “الناتو” في شأنه. بالإضافة الى كلام عن انسحاب أميركي قريب من العراق أيضاً، ترافق بدوره مع صواريخ سقطت ليلاً على المنطقة الخضراء في بغداد. في وقت هاجمت إسرائيل مجموعة من الأهداف “الاستراتيجية”، التابعة للنظام السوري ولـ “فيلق القدس”، على الحدود السورية – الإسرائيلية ليلاً، أُفيد بأنها منشآت تخزين أسلحة، ومقرّات ومجمّعات عسكرية، وبطاريات صواريخ مضادة للطائرات. بالإضافة الى منشأة إيرانية سرية، تُستعمل في مهمات الإشراف على الجانب السوري من الجولان.

رسالة قوية

أشار مدير “المنتدى الإقليمي للدراسات والإستشارات”، العميد الركن خالد حماده، الى أن “التلويح الأميركي بضرب منشأة نووية إيرانية، ومن ثم القول إنه تمّ العدول عن ذلك، بموازاة الحديث عن إمكانية مستمرّة لضرب المخزون النووي الإيراني، هي مناورة تحصل في العادة للإبقاء على مسألة تسديد ضربة قوية لإيران كاحتمال موجود على الطاولة. فضلاً عن أنه نوع من التضليل والحرب النفسية التي تُمارَس قبل العمليات العسكرية، سواء حصلت أو لم تحصل”.

وأوضح في حديث لوكالة “أخبار اليوم” أن “المقصود من الكلام الأميركي المُلتبِس في هذا الإطار، حتى الساعة، هو توجيه رسالة قوية حول أن الإدارة الأميركية قادرة على اتّخاذ قرارات بضرب البنية العسكرية الإيرانية”.

مسرح واحد

ولفت حماده الى أنه “لا يمكن فصل هذا الملف عمّا يجري في العراق وسوريا، كمسرح واحد لتبادُل الرسائل العسكرية. وهو ما يعني أن الردّ على قصف المنطقة الخضراء في بغداد بالصواريخ، تمّ في الداخل السوري، على أهداف إيرانيّة وسوريّة، بموازاة التلويح بضرب منشأة نووية إيرانية”.

وقال:”هذه المسارح الثلاثة أصبحت مفتوحة، بلا حدود بالمعنى السياسي للدول، بل بقعة اشتباك تمتدّ من سوريا مروراً بالعراق وصولاً الى إيران. وبالتالي، نحن نشهد مرحلة من التوتُّر قد تُفضي الى تنازلات إيرانية أو الى وضع سياسي جديد معيّن، ربما يكون في سوريا أو لبنان. وقد يؤدّي هذا التوتُّر أيضاً الى اشتباك حقيقي مفتوح، حول البنية النووية الإيرانية، أو حول أهداف إيرانية أخرى مهمّة”.

وشرح:”لا يمكن الفصل بين التطوّرات العسكرية، التي حصلت في سوريا والعراق ليل أمس، والمُحتمَل حصولها لاحقاً في إيران. فنحن في صدام مفتوح، يزداد حدّة، لا سيما أن حدود هذا الإشتباك يجب أن يحسم مستقبل النفوذ في سوريا، التي تستعدّ للدخول في معركة الرئاسة السورية خلال الأشهر القليلة القادمة”.

شديدة التوتُّر

وشدّد حماده على أن “تلك المعطيات العسكرية لا يمكن فصلها عمّا يجري في لبنان أيضاً. فالتعثُّر الحكومي، والمواقف الأميركية التي تُظهر تحوُّلاً يبيّن عدم اهتمام واشنطن بالوضع اللبناني، ورؤية أميركية بأن لبنان أصبح دولة ساقطة بيد “حزب الله”، تعني كلّها أنه (لبنان) قد يدخل هو أيضاً مرحلة من التوتُّر العسكري. وهذا ما نشهده من خلال التحليق المكثّف للطيران الحربي الإسرائيلي، بشكل مستمرّ وعلى ارتفاعات منخفضة، فوق الجنوب والبقاع ومنطقة جبل لبنان”.

وختم:”هذه مرحلة شديدة التوتُّر، وسنكون أمام أشهر دقيقة، فيما لم يتبيّن لغاية الآن الشكل النّهائي للصّراع في بقعة العمليات هذه”.

 

المصدر
وكالة أخبار اليوم
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى