
الأديب الناقد د. عماد يونس فغالي في قراءة نقدية ، تحليلية لحروف كلود ناصيف حرب.
***
“كلّ الذين استغلّوا بياض النيّات في داخلي، مضيتُ وتركتُهم لله”.
***
تهدينَ سلامًا!!!
من ينشأْ على حُسْنٍ، تثبتْ في روحه القيم. من يربَ على الرفعةِ، يرقَ في سلّمِ الفضيلة، وتبقَ نفسُه تنشدُ العلى!
في داخلكِ كلود، بياضُ نيّات، بديهٌ حالكِ. ربيبةُ الأخلاق الحميدة، تهتدين إليها امتدادَ عمركِ الفائض جمالاً… حسبُكِ تنثرينه بذورًا حولكِ!
وامتشقتِ اليراعَ تحبّرينَ الأدب، مرسلَةَ الكلمة في أبعادها الإنسانيّة، تطالُ الفضيلة في منابعها الإلهيّة. وبعد، تحملين مشعلَ الحبّ يضيءُ على كبار إبداعٍ، تهتفين باسمهم من بوقِ الحبّ صوتًا يملأ الرحُب!
هذا في الناسِ أيقونةُ خير… لكن، ليس الخيرُ دائمًا مرغوب. صغارُ النفوس يحومون، الخيرُ يكشفهم. في داخلهم الحقدُ أعمى، يصرخُ آهاتِهم، ينفثون سمومَهم. سوءُهم يعوي، كالذئابِ يهجمون. لا يطيقون انكسارَ شرّهم. لا مكبحَ لرذيلتهم.
وصلوا نيّاتِكِ البيضاء، يلوّثونها بفحيح ألسنتهم، ونتنِ فعائلهم… وأبشع، يستغلّونها لغاياتهم الدنيئة!
سوداءُ قلوبُهم منذ قيامها. قد لا يقصدون. هم في ظلامهم مقيمون، يظنّون النورَ عدوًّا…
تعلنينَ في وجههم سلامًا استودعكِ إيّاه الحبيب. إلى منبره الغافر تكلينهم. ومضيتِ! أجل، ليس في مساحتِكِ عبورٌ إليهم. أنتِ في نيّاتكِ المضيئة ترينهم غرباء، فلا تلتفتين. يا ربّ رحمتكَ أدعو لهم. أتركُهم في أوكارهم، وأتبع طريقي. أمضي إلى مراتعي، حيث أنتَ الملاذ!
طوباكِ تصلين مراعيه الخصيبة، وتغمرينهم بدعاءاتٍ تهديهم فضاءاتٍ سويّة… تباركتِ سيّدةً في ملء إنسان!
الأديب الناقد
د. عماد يونس فغالي
لبنان ٢٨ ت٢ ٢٠٢٠
***
اتحفني د. عماد بهذه القراءة المتفردة والأناقة والترتيب في النقد الأدبي حول رحلة القلب الطيب وغدر الناس .
د. عماد يلتقط بذكاء خارق خفايا الحروف ويمر قلمه على وجع أحلامنا وصدق نوايانا
سررت بمرورك الكريم .
دمت بخير تحياتي ومحبتي
كلود ناصيف حرب
سيدني أستراليا