
رأى كاتبٌ إسرائيلي أنّ “التوجه الأميركي بمغادرة الشرق الأوسط عشية عام الانتخابات سيترك إسرائيل تواجه التهديدات وحدها في ظلّ توقيت حرج وخطير”، مرجّحاً أن “تمارس تل أبيب ضغوطاً كبيرة على الرئيس الأميركي ترامب للعدول عن فكرة الإنسحاب، في حال لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر العناصر الإنجيلية بإقناعه بالعدول عنها في هذه المرحلة”.
وكشف الكاتب السياسي الإسرائيلي، بن كاسبيت أنّ “التقديرات الإسرائيلية السائدة تفيد بأنّ ترامب، لم يقرّر بعد المغادرة النهائية للشرق الأوسط”، لافتاً إلى أنّ الردّ الإيراني على اغتيال قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني”، اللواء قاسم سليماني، الذي لم يأت عنيفاً بصورة واضحة، قد يرجِئ أيّ خطط أميركية لإخلاء قواتها من المنطقة”.
وأضاف الكاتب بمقاله على موقع “المونيتور”، أنّ “البيان المسرّب لقائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ويليام سيلي، حول الانسحاب الأميركي من هناك، تلقفته الأوساط الأمنية الإسرائيلية بصورة متسارعة، حتى أنّ النسخة المترجمة للعبرية من التصريح وجدت طريقها بصورة غير متوقعة لمجموعات الـ”واتسآب” التي يشترك فيها كبار الخبراء العسكريين، والضباط السابقون في الجيش، والأجهزة الأمنية الإسرائيلية”.
وأوضح أنّ “محتوى الكتاب المسرب يتضمن أنّ الأميركيين يستعدون للانسحاب من العراق، ما ساهم في إطلاق صفارات الإنذار الداخلية في المنظومات الأمنية الإسرائيلية، خاصة بمقرّ وزارة الحرب “الكرياه” في تل أبيب، لأنّه كفيل باستعادة سيناريو الرعب الذي تخشاه إسرائيل، ويتمثل بقرار سريع للرئيس ترامب بإخلاء قواته العسكرية من العراق وسوريا، تحضيراً للانتخابات الرئاسية الأميركية”.
وأشار الكاتب إلى أنّ “ذلك قد يجعل إسرائيل تواجه وحدها التحديات الماثلة في المنطقة، خاصة بعد إعلان إيران أنها قد تعيد النظر في مدى التزامها بالاتفاق النووي، في وقت حرج بالنسبة لإسرائيل، وليس هناك من سيناريو أسوأ للأمن القومي الإسرائيلي، رغم أنه بعد ساعات قليلة تبين أن الكتاب المسرب واجه نفياً أميركياً على لسان وزير الدفاع مارك إسبر وعدد آخر من المسؤولين الأمنيين والعسكريين الأميركيين”.
وأضاف أنّ “هذا النفي الأميركي لم يهدّئ من روع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية؛ لأنه من المقلق أن ينتقل الأداء الخاص بترامب للمنظومة العسكرية الأميركية، وحتى الآن لم يعرف كيف تم تسريب هذا الكتاب، ولماذا كتب من الأساس، بمعنى أكثر وضوحاً لم يعد معروفا طبيعة السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، وبتنا في إسرائيل نستيقظ كل صباح على حالة جديدة من عدم اليقين”.
وأكد أنّ “القناعة السائدة اليوم في المنظومة الأمنية الإسرائيلية أنّ ترامب لم يقرّر بعد هل سيبقى في العراق أم ينسحب منه، فهو ليس معنياً بنقل التوابيت السوداء المحملة بجثامين الجنود الأميركيين بالطائرات إلى واشنطن في عام الانتخابات، لأنّه كان سعيداً بالانسحاب من سوريا كما تعهد بذلك قبل زمن طويل، مع أن الجيش الأميركي يحاول إعادة انتشاره في المنطقة تحضيراً للانسحاب”.
وأوضح أنه “بغض النظر عن طبيعة تسريب الكتاب الخاص بالانسحاب الأميركي من العراق، فإنّ إسرائيل مطالبة بالتنبه جيداً لأيّ سيناريو سيئ بالنسبة لها قد يحدث، في ضوء أن هذه السيناريوهات آخذة في التزايد والتعاظم، لأنّ التوجه الأميركي بمغادرة الشرق الأوسط عشية عام الانتخابات سيترك إسرائيل تواجه التهديدات وحدها في ظل توقيت حرج وخطير”.
وختم بالقول إنّ “ذلك يجعلنا نتوقع أن تمارس إسرائيل ضغوطاً كبيرة على ترامب في الأسابيع القادمة، ولكن في حال لم ينجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عبر العناصر الإنجيلية بإقناعه بالعدول عن فكرة الانسحاب في هذه المرحلة، فإنّ إسرائيل سوف تضطر للقيام بجملة خطوات واسعة لتحضير نفسها للخيار الأسوأ”.