خاص الموقع

ابو علي جعفر.. وداعا يا “خال” !

صديق آخر فقدناه اليوم ،انتقل من دار الفناء الى دار البقاء، هو السيد جعفر هاشم صفي الدين (أبو علي) بعد أن أدركه المرض الخبيث على حين غرة قبل فترة قصيرة.
هو ابو علي جعفر ،السيد الأصيل،الذي عرفته اول مرة عام 1986 في ابيدجان عاصمة شاطئ العاج ،وكنت في طريقي الى سيراليون في اول رحلة افريقية،برفقة نسيبي السيد هاشم هاشم(قنصل سيراليون في لبنان حاليا). قضينا في ربوع ابو علي المغترب وعائلته الكريمة في ذلك الحين ،بضعة أيام لا يخلو طعمها من الذاكرة .. وبعد ذلك تعززت معرفتنا وصداقتنا طوا ل 36 عاما ،خاصة اثر عودته من الهجرة الى ربوع الوطن.
ابو علي جعفر من الشخصيات التي لا يمكن الا ان تدخل قلبك وعقلك وذاكرتك من اللقاء الأول. فهو المثقف والشاعر والأديب والمحدث اللبق وصاحب الطرائف التي لا تعد ولا تحصى والتي تحضر فورا مع اي حديث وفي اي مناسبة. ولو قدر له ان يكتب مذكراته ورواياته واحاديثه ،لكان بزّ الأديب سلامة الراسي بقلمه. كان يملك ذاكرة وقادة لدرجة انني كنت أطلق عليه لقب “الأنسكلوبيديا المتنقلة”.
الا أن اللقب الأحب على قلب ابي علي جعفر، والذي كان يفتخر به،كان لقب “الخال”. وربما هو على حق في ذلك. فهو ليس “اي خال” لاي إبن أخت. هو خال الرجل الي يهز ذكره الآفاق،عنيت به سيد المقاومة وقائدها السيد حسن نصر الله .
عاش ابو علي مديدا وتجاوز التسعين ،لكنه ظل منتصب القامة ،بهي الطلعة،انيق المظهر،نادرا ما غادر البذلة وربطة العنق. لم يفته واجب،ولم يتأخر عن مناسبة،ولم يتوان عن اتصال حتى خلال مكوثه القصير في المستشفى. اتصل بي مطمئنا من سرير المرض قبل اسبوعين ،فخجلت من نفسي لأنني تأخرت عن الاتصال المباشر به بعد ان أخبرني نجله العزيز عليّ بطبيعة مرضه،فآثرت زيارته ،لكن الكورونا داهمتني ، وحرمت وداعه عن قرب.
رحم الله أبا علي. وحريّ بي أولا أن اعزي نفسي بغيابه. وخالص التعازي للعائلة الكريمة بجميع أفرادها ،ولي معها علاقة مودة لا تقاس،وكذلك لآل هاشم وصفي الدين وجميع الأصدقاء والمحبين ،سائلا المولى ان يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى