
من قديم الزمن
تساوره في مهجع أحزانه
بعص الظنون التي كانت تساور أجداده
بحثاً عن العشق في الليلة المقمرة
إلهي زدني حيرة
كيما أهدد الوجد
فارقد بالشوق وأحزن
والرؤيا من طرف واحد
ترتل ما تيسر
من وحشة البئر المظلم
من أسفله إلى أعلاه
ليس من جسد بلا خطيئة
وليس من خطيئة بلا مغفرة
والروح في حاجة إلى الغفران
وإلى ندم يجهر بمسراه
إلى منتهى الحبّ العظيم
فيصغي إلى الدمع المذّوب
في شرايين قلبه
لكي يغترف منه
ما يغترفه البحر
من لذة النجوم القصيّة في مائه
أو
من صراخ نوراساته
التي أصابها الهمّ والغمّ
من فتنة ذائبة في المسافات
وفتنة محجوبة باللغات
وفتنة تحبس الضوء عن عينيه
في حسرة الذنب الذي لا يغتفر
من يرفع القلب إذا عثر
ومن يرسم في الخيال
صورة أخرى للغشاء
أمدّ يدي
ويمدّ لي يداً من جوف الحوت
ويخدشني الحياء
لأكشف الغطاء عن الغطاء
فيرتمي وراء الحياة
بحبّ البقاء
وحبّ الخيار الأفضل للشجر
…….