
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة، خدمة القداس في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت.
بعد الإنجيل ألقى عظة، قال فيها: “تعيد كنيستنا الأنطاكية اليوم لقديس عظيم، شهيد في الكهنة، اسمه يوسف الدمشقي، لا بد من التعرف عليه لما اتسمت به حياته من نعم إلهية. إنه الخوري يوسف مهنا الحداد، الذي يتفرع من قرية بسكنتا، حيث عاش والده قبل الإنتقال إلى دمشق في الربع الأخير من القرن الثامن عشر. هناك عمل والده في صناعة النسيج، وتزوج فرزق ثلاثة ذكور هم: موسى وإبراهيم ويوسف. كان موسى أديبا وملما باللغة العربية والعلوم، فاقتنى مكتبة تحتوي على الكثير من المؤلفات اللغوية، إلا أنه مات فتيا في أوائل القرن التاسع عشر. أخوه إبراهيم تزوج ورزق أولادا انتشروا بين مصر ولبنان. أما يوسف، فولد في دمشق، في أيار 1793. تلقى مبادئ اللغتين العربية واليونانية، لكنه لفقر حال والديه، ترك الدراسة وانصرف إلى العمل في صناعة النسيج والحرير لمساعدة عائلته. مع هذا، لم يترك المطالعة، فكان يعود من عمله ليلا ويغوص في كتب أخيه موسى، التي، عندما رأى نفسه لا يفهمها، عاد لينكب على دراسة اللغة والبيان والمناظرة والمنطق والعلوم العقلية. بعدما رأى أن نفقات التعليم باهظة وتثقل كاهله، عكف على المطالعة، وكان يترجم ما لا يفهمه، فأصبح مولعا بالترجمة، وأخذ يقابل بين التوراة والمزامير وأصلهما”.