
تشبثت رغم الحزن
بزنبقة توشك أن تذبل
بين طيّات الكتاب
سراب .. سراب
لا جذور تبحث عني ولا ماء
لا خيمة على مبادئها
ولا هذا الطريق في طريقه إلى الوراء
يفضي إلى نقطة الهاوية
وأعياني السؤال بدمع الرثاء
أين الصدي
وما يزال في يدي سنبلة
لأقيم تغريبة للسماء في برد التراب
إلهي
أنا الواقف بين الموتى والأحياء
أمام لوحة للقدس الممحوة
من زبد الخيال
وتلك الطيور الشوادي
تتصادى
هائمة على أشفار جفوني
والفجر يترع عني دم الغزال
الذي يتسقط أخطائي
وأردت يا الهي أن أصيف
على جدار المبكى
حرفاً عربيا
وأنشودة لصيف القيامة
فأنساني التقابل بين أهلي وقومي
ألفاظ المبتدأ وألفاظ الخبر
ونسيت في دمي ملامح الرفاق
ودمعتها ترسم على زيتونة الخب
دمع الصليب
ذهب الذين أحبهم
واغتالني الفراغ
وألقاني إلى احدى حلقات الذكر
فلزمت الصمت
وأضرمت اللغة المنهي عنها
في حضرة الأولياء
ودار الزمان
كما لو أنّ نار الوقت تخدع الوقت
فاستوى الجمر في لهب المدار الأبدي
فماذا تفعل صورتي
وماذا تفعل الصور
وهذا السعار المتوحش
يأكل لحم الأنثى
ويأكل لحم الأرض
ويأكلني ميتاً على بعد صلاة واحدة
تجرّني على قدر ما يمتدّ دمي
إلى قبلة واحدة
فأشعلته أشعلت دمي
برغوة الخطايا والضحايا
وناديت الرغائب كلها
الى أندلس حمراء
يا تعاويذ الشرق السحرية
لا بدّ من سماء
لكي يكون القمر
واستندت على حجر
لأنصت لبئر الغياب
فغام بقلبي ملء أحلام قلبي
وانشقّ الحجر
مثل الطواف الذي أقفر
في بلاد لا إسم لها ولا مدى
فهنا في بلادي نموت سدى
ونسقط تحت راية من زجاج
وهناك ليس لنا أسماء
ولا بناءات تحفر تحت الأساس
الذي يقام عليه البناء
يا خفق قلبي
مددت اليك يدي
بين أمس وغد
أصافح ظلي
ونزلت إلى حزني وحيداً
لأقطف منه هذا التذكار
…
الشيخ حسين أحمد شحادة