أخبار محلية

مين الاخطر انتو ام كورونا؟

واحدة من ثلاثة، اما هو اعلان موت لبنان، واما قد تكون دعوة غير مباشرة للثوار لإسقاطه في الشارع لأنه يُمنع عليه الاستقالة، او لعلها سابقة لبنانية غير مألوفة، ان يصارح مسؤول الشعب بفشله المطلق تجاه ازمات الوطن! والا من يفسر هذا الاعلان الخطير لرئيس حكومة لبنان حين يقول “نعلن عجزنا عن حماية الشعب اللبناني”؟ قالها حسان دياب كما هي من دون زيف ولا تجميل ولا مجاملة، ولا حتى شوية مواربة على الاقل، ليفسح في المجال لبعض من امل او رجاء ليتغلغل الى قلب اللبنانيين الغارقين بيأسهم.

هل مات عن جدّ لبنان؟ والموت هنا في معناه الاقتصادي الاجتماعي المالي، اي الانهيار الكامل؟ هل غلبتنا “الكورونات” المنهالة فوق رؤوسنا، واولها تلك الطبقة السياسية الفاسدة المتحكِمة، قبل كورونا العابرة من الصين الى إيران فلبنان؟ او لعل السؤال الصحيح، من الاخطر، فيروس كورونا ام كورونا السياسة في لبنان؟!

بالتأكيد كورونا السياسة في لبنان. تلك الكورونا الخطيرة التي تقارب السرطان الذي لا شفاء منه، كورونا تتلقّط بأعناق اللبنانيين وتمرمغ رؤوسهم عمدا وعن سابق تصور وصميم، في العوز والضيق وحتى المرض، لنبقى في العجز وليفعلوا هم ما يحلو لهم.

الـ”كورونا” وباء يتفشى بسرعة هائلة، لكنه غير مميت اذا حوصر وعولج كما يجب، وكورونا بلدان الدنيا المفلوشة فوق مساحة هذه الارض، هو غير تماما كورونا لبنان تحديدا. هنالك، حيث الدولة هي دولة فعلية لا مزرعة، والمسؤولون مسؤولين فعلا وليس تجار وطن، يرعى المسؤولون والسلطات الشعب، يهتمون بصحته وبراحته، يفعلون المستحيل كي لا يتعرّض الناس للأذى، ويتخذون التدابير الوقائية اللازمة مهما كان الثمن، المهم اولا وآخرا هو الانسان، والباقي ع الله.

في لبنان، ومنذ البداية حتى النهاية، كل شيء على الله وعلى الناس. بُحَت حناجر الشعب وهو يصرخ “اوقفوا الرحلات من البلدان الموبوءة”، وكمن يصرخ في العدم، يعود الصدى ويرتد الصراخ الى الغياب. الرحلات لم تتوقف لحظة بل زادت، والاصابات زادت، وكذلك احتمال حصول المزيد من الاصابات التي عُرف مصدرها، ومع ذلك استمرت الرحلات وبقيت الحدود البرية مفتوحة مشرّعة على كل الخطر، وكأن السلطة تتحدى الناس، وكلما أمعنوا في صراخهم كلما زاد تعنّت الدولة!! من تتحدين؟ حالك ام الشعب؟! اليس من بين المصابين اقارب، اصدقاء؟ طيب احتمال اقارب واصدقاء؟ طيب احتمال اصابة اهل؟! لمن تُفتح المعابر؟ لأي تدفّق؟ لماذا تسرح الرحلات الجوية من البلدان الاكثر بلاء بالمرض؟! اتمارسون وحدة المسار والمصير مع تلك الدول، ام يلذ لكم ويطيب قهر اللبنانيين واغراقهم في المزيد من اليأس والاحباط؟ او لعلكم تبتهلون لله ليزيد عدد امواتنا وهيك تخففون عبئنا على الانسانية؟!

اي طينة انتم من المسؤولين؟ اي جرأة تلك على ممارسة هذا الشر المطلق؟! او ربما الاصح، اي يأس هذا يدفع رئيس حكومة لإعلان عجزه المطلق عن حماية اللبنانيين في كل الاتجاهات، وتحديدا الاتجاه المالي اذ يمنع عليه حتى الساعة التعاون مع صندوق النقد الدولي ولبنان يغرق ويغرق ويغرق، ما دفعه ايضا الى الاعلان وبيأس واضح يقارب الذعر، ان مصير لبنان الاقتصادي ومعالم لبنان الجديد تُحدد نهاية الاسبوع، ونحن نعلم ان حزب الله يرهق الرئيس الطري العود بضغوطاته المميتة، وحلفاء الحزب لا يتحركون، يتركون رئيس الحكومة وهو يتخبط ولبنان يبرعط كمن يلفظ آخر انفاسه!!

عن جد مات لبنان؟! يسأل الناس الذين غلبتهم الازمات المتلاحقة غير المسبوقة في تاريخ جمهورية مار يوحنا مارون. وبالتأكيد، وفيما كان التاريخ يحتفل بذكرى اول البطاركة الموارنة، جلس اول مؤسس للكيان اللبناني الفعلي، متأملا ما يجري فوق ارض القديسين والشهداء، معلنا للمرة الاولى خوفه على لبنان، هو يعرف ان لبنان لا يموت ولن يموت، لكن لبنان وكما دائما سيدفع الثمن باهظا ليبقى حيا، ليبقى وطن الاوطان المحفور اسمه في الكتاب المقدس، لكن عليه ان يبقى في النضال الصعب ليستحق قداسة تلك الارض. لا يموت لبنان، اطمئنوا.​

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى