ثقافة وحوارخاص الموقع

عصارة الزمن عن سيرة ومسيرة المغترب اللبناني الدكتور نسيب فواز – قاسم قصير

في كتابه الصادر حديثا عن دار نلسن في بيروت يحدثنا المغترب اللبناني الدكتور نسيب فواز عن سيرته الذاتية وتجربته في بلاد الاغتراب وابرز المحطات في حياته حتى يومنا هذا وقد اصبح عمره حوالي 88سنة كانت حافلة بالتجارب والنشاطات والانجازات العلمية والاجتماعية والإنسانية والسياسية.
نسيب فواز ابن بلدة تبنين وصديق الرئيس نبيه بري لكنه ولد في بلدة المختارة في الشوف عام 1938عندما كان والده يعمل شرطيا في قوى الأمن ايام الانتداب الفرنسي وذلك في عهد السيدة نظيرة جنبلاط والدة كمال جنبلاط وان كان نسيب لحود لا يذكر كثيرا عن طفولته .
وانتقل بعدها مع والده الى بلدة شبعا ومن ثم الى مدينة صور والعودة الى مدينة تبنين حيث درس وتلقى علومه في مدينة بنت جبيل وعاش تلك الفترة السياسية من استقلال لبنان وما كان يعانيه ابناء الجنوب من أوضاع صعبة اجتماعية ومعيشيا واقتصاديا وكونه ابن عائلة متعددة الابناء ولم يعد قادرا على متابعة تعليمه بعد ان انتقل للدراسة في مدرسة المقاصد في صيدا قرر الهجرة الى اميركا بدعم وتشجيع من خاله وهناك بدات مسيرة جديدة في حياته لا تزال مستمرة الى اليوم .
لكن الهجرة الى اميركا والعيش فيها والعمل هناك لم تكن بمسيرة سهلة بل حفلت بالتعب والجهد الكبير والمعاناة وهو يتحدث عن كيفبة تطوير نفسه علميا واجتماعيا واقتصاديا وطبعا بدعم من اقربائه وبعض الشخصيات الاميركية والتي تعلم منها اسس مهنة تصليح البرادات والمكيفات .
وان كان التطور الهام في حياته خدمته في الجيش الاميركي لمدة سنتين وذلك ضمن تنفيذ الخدمة الالزامية وكانت هذه الخدمة مدخلا لتطوير مهاراته وحياته ماديا وعلميا واجتماعيا حيث اكتسب الكثير من المهارات والمعارف .
وبعد انتهاء الخدمة العسكرية عاد الى لبنان للزيارة عبر البر في رحلة مغامرة جميلة ومن ثم العودة الى اميركا ليبدا حياته مجددا في مهنته ومن ثم تطوير هذه التجربة الى ان دخل العديد من الشركات واكتسب الخبرات وصولا لتاسيس شركته الخاصة حول الطاقة بعد معاناة كبيرة.
وامتد عمل الشركة الى الدول العربية وخصوصا السعودية وقطر والإمارات واصبح من الشركات المهمة .
وخلال تلك المسيرة كان عمله الاجتماعي والإنساني والاغترابي يتطور في ولاية ميشغين ومدينة ديربون وغيرها حيث كان له الدور الهام في تأسيس العديد من المراكز الإسلامية والاغترابية والاجتماعية والاندية الرياضيه.
ومن خلال هذه السيرة يتحدث الدكتور نسيب فواز عن تجاربه والدروس التي تعلمها في الحياة وكذلك كيفبة تطوير دور الاغتراب اللبناني وعن الجالية اللبنانية في ولاية ميشغين وكذلك عن دور الجاليات العربية والإسلامية في اميركا وابرز التحديات التي تواجهها هذه الجاليات اليوم وعن دورها السياسي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي والأكاديمي.
وفي الكتاب محطات مهمة عن دوره في لبنان وعلاقاته مع مختلف الشخصيات اللبنانية الفكرية والسياسية والاجتماعية والدينية.
هذا الكتاب الجميل والسلس يقدم لنا تجربة مهمة من تجارب الاغتراب اللبناني والعربي ونحن بحاجة للاطلاع على هذه التجارب ومعرفة حجم التحديات التي يواجهها المغتربون اليوم وكيفبة تفعيل دورهم في الحياة السياسية والثقافية والاجتماعية.
انه كتاب مهم كي نستعيد هذه التجربة الهامة والاطلاع على دروس الحياة وكيفية تجاوز التحديات كي نصل الى الأهداف المطلوبة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى