
في الثالث عشر من شهر نيسان والذكرى الخمسين للحرب الاهلية تعود بي الذاكرة لحدثين لهما علاقة بعائلتي .
الاول قتل شقيقتي المظلومة لطيفة على يد طليقها قبل 15سنة في الثالث عشر من نيسان وقد حكم عليه بالسجن 18سنة لكن تم اطلاق سراحه قبل انتهاء المحكومية بحجة سلوكه واسباب اخرى وهو الان حر طليق رغم انه يستحق الإعدام لارتكابه جريمة قتل عن سابق اصرار وعمد .
والثاني خطف عمي والد زوجتي الحاج حسين عياش خلال الحرب الاهلية عندما عاد الى منزله في برج حمود وظن ان الامان عاد وتوقفت الحرب لكنه خطف قبل حوالي خمسين سنة ولم يعد الى الان ولا يعرف مصيره مثل الالاف من المواطنين الأبرياء.
في هذه الأجواء تعود ذكرى الحرب الاهلية وللاسف من شارك فيها وارتكب جرائم القتل اصبح له اليوم دور سياسي بارز وبعضهم اصبحوا نوابا ووزراء واخذوا يقدمون دروسا للآخرين حول الدولة وقرار السلم والحرب بدل ان يحاسبوا ويتوبوا عن جرائمهم ويتعلمون من دروس الحرب .
ان اصعب درس من دروس الحرب الاهلية ان غياب العدالة يؤدي الى انتشار الجرائم والقتل ويعطي المجال للاخرين للعودة الى الحرب والقتل .
وهذا ما نشعر به اليوم ان عدم محاسبة قتلى النساء يؤدي لزيادة الجرائم وعدم محاسبة مجرمي الحرب يشجعهم للعودة الى الحرب .
فهل نتعلم مما جرى وبدل التحريض للعودة الى الحرب او التحدث باسم الدولة ومحاسبة الآخرين ان نحاسب انفسنا ونستفيد من تجربة الحرب الأهلية كي لا نعود لها مرة أخرى وان ندعو جميعا لقيام العدالة الحقيقية على الارض كي لا تبقى الجرائم سواء كانت جرائم فردية او جماعية .