خاص الموقع

الهداية في الدين وفِي السياسة أيضاً – الشيخ حسين أحمد شحادة

الظلم ظلمات فلا تلبس إيمانك بظلم
ولا تخبط بالذي يطوف برأسك فتحسب
أنك المالك الوحيد لمفاتيح الجنة ومفاتيح
النار وحذار من التخوين والتكفير
ولا تتهم الباحث عن الحقيقة بالكفر
فطالب الهداية أقرب إليها من تدّين أعمى
أو تدّين متوحش أو تدّين خؤرن كمثل يهوذا
الذي باع سيده بثلاثين من فضة
ولمن شاء التأمل في كمال الهداية في حياتنا السياسية والاجتماعية والدينية سيدرك بإلهامه أن الخطر كل الخطر هو في
تجزئة الهداية وتفرق أهل الدين عن أقدس
مقدساتهم في العزة والكرامة وحقوق الإنسان
فكم من مهتد في الدين هو ضال في السياسة وكم من مهتد في السياسة هو ضال عن الجوهري الجوهري من رسالة
الدين
وبكلمة ما يرشدك إلى التمييز بين الخطأ والصواب هو هداية وما يأخذ بيدك إلى الطريق السوي هو هداية
وعشاق الهداية يلتمسونها بجهاد عقولهم
لا في آفاق الكون فحسب بل وفِي آفاق
الفواجع الإنسانية وكوارثها ذلك أن نقيض الهداية هو اقفال العقول والقلوب عما يجري في الأرض من ظلم ذهب بعيداً
في التحريف والتزوير وتدمير القيم العليا
للاخلاق
وها قد آن لأهل سبيل الرشاء الانتباه
الى أن سبيل الرشاد هو الحد الفاصل
بين الحق والباطل بين الضحية والجلاّد
ولئن كان مصباح الهداية المعرفة وشرطها
العلم وعدوها الجهل ومفتاحها التدبر
والتفكير فتفكروا يا أولي الألباب بظواهر
المجاعة والأمية ومجازر الإبادة والتطهير
العرقي من شرق العالم إلى غربه
ومحنة الهداية في عصرنا الحديث أن
تحتجب تحت العباءات فتزيغ عنها أبصار
من يناط به أن يكون داعية الى الصراط المستقيم
ألا ترون كيف تزلزلت الثقة بشعارات الدين
ورجاله بفتن ما تنفك تتكرر في صدام جهالات ضد جهالات لا تريد أن تفقه ولا تريد أن تسمع أن الدين كله من أجل الإنسان
فإلى المتكلمين باسم الهداية والضلال
إذا كانت الهداية هي طابعنا العقدي
وصبغتنا الثقافية فإن لهذه الهداية فاعلية
فكرية وسلوكية يضيئها التوحيد بخصائص
تدرك بالفطرة وتدرك بالحواس فلا تفصلوا
القول عن صدقية فعله ولا تكونوا منافقين
كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى